الموسيقى والشعر يختتمان فعاليات 2019 في ندوة الثقافة والعلوم
عقدت لجنة الشباب في ندوة الثقافية والعلوم بالتعاون مع دار رواشن للنشر أمسية بعنوان “الشعر .. أيضاً موسيقى” والتي دشنت بها موسمها الشعري الشتوي، حضرها جمهور من الشباب والمهتمين الذين وثقوا بحضورهم تلك العلاقة وذلك الربط البديع بين الكلمة والنغم.
وقدم للأمسية الإعلامي الإماراتي إبراهيم بن حاتم مشيراً إلى الحضور الرائع للشباب والذي يؤكد تلك العلاقة الجميلة والحضور الطاغي للموسيقى في حياتهم والتي أضفت إليه العازفة تلك اللمسة الأنثوية المتناغمة مع جمال النغم، جنباً إلى جنب مع الكلمة الشابة من شعراء الأمسية.
قدمت العازفة نغم الدعبل، وهي مؤلفة موسيقية ومغنية سورية حاصلة على البكالوريوس في العمارة، تعزف الموسيقى العربية والغربية في المحافل المختلفة وشاركت في العديد من الفعاليات في دولة الإمارات والشرق الأوسط، وصلات موسيقية جمعت بين دهشة الموسيقى وشغف اللحن بعزف مقطوعات من أغاني فيروز وأم كلثوم وسيد درويش أثارت حماس الحضور وانسجامهم.
ومن الموسيقى إلى الشعر قدمت الشاعرة البحرينية سوسن دهنيم باقة من الصور الجمالية.. والشاعرة حاصلة على بكالوريوس الإعلام والعلاقات العامة من جامعة المملكة في البحرين كما أنها مدربة معتمدة لدى الكثير من مراكز التدريب، شاركت في العديد من الأمسيات والملتقيات الشعرية والثقافية وهي نشطة في هذا المجال منذ عام 2004 وصدر لها أربعةُ دواوينَ وهي غائب ولكن، وقبلة في مهب النسيان، وكان عرشه على الماء، وأخيراً ديوان لمس. ومن قصيدة ليتني كنت نسيا منسيا قالت الشاعرة:
مكتظًا بالأسئلةِ أنزف وطني
لا ماءَ في بحرٍ يضمدني
ولا سماءَ تظلل جزعي
أرحل وفي البيتِ غربانٌ يتفقدون سريري
وأضافت الشاعرة ترسم حالة الدهشة قائلة:
أعطّر صوتي بعشبِ قريتي
أمسك خطوتي قبل اشتدادِ اللهفة
أهرب من شوقي فتصفعُني الدموع
كنت أوضّبُ دهشتي كلّما كتبتُ قصيدةً
أو سرّحتُ ابتسامتي برسالةٍ شاردةٍ من الوقت
ينفضُ انكساري أنقاضَه
يرتدي ريشًا كان حشوًا لوسادتي
ويحلّق فوق رأسي طائرًا مستعيرًا صوتَ أنيني وملامحَ الحنين
وفي الحنين للمكان والاتساق معه قالت الشاعرة:
أصادف سمراءَ المنامةِ تفرد قلبَها للريح
تسلّم روحي لجنةِ الأمل
وبرائحة المشمومِ العالقِ في شعرها تغسل الفؤادَ وتكون له النبض
تتقّد ذاكرتي
أسمعُ الصدى يردد:
أحتاجك وطنًا ونبضا
من قصائدها قالت الشاعرة:
وأنت معي
ترقص أنهارٌ فوق جبيني
تخبئ روحي الكرةَ الأرضيةَ في صدرها
... وتغني
وختمت الشاعرة دهنيم قصائدها قائلة:
نغني كأيِّ طفلٍ للتو يتعلم أبجديتَه
من معلمةٍ مغتربةٍ
باعت وقتها
واحتفظت بوطنها في صندوق الأسرار محنطا
وكان الحضور الشعري الثاني للشاعر معتز قطينة. ويعمل في مجال الصحافة والنشر، وقد شارك الشاعر في الكثير من المهرجانات والملتقيات الثقافية ونشر العديد من المقالات في الصحف الإماراتية والعربية. وصدرت له عدة أعمال أدبية بين الرواية والشعر، منها رواية “الجنسية” وديوان “خلفي الريح مجدولة” وديوان “أوجاع الذئب الأشقر” وديوان “كان غريباً أنني صدّقت” ودواوين أخرى. وقال الشاعر في أول قصائده:
وماذا بعد الخيبة والطريق؟
رجلٌ بذاكرة معطوبة، وامرأة بذاكرة تتجدد كل ساعة/ ولا تطيح في الحب مذ أول مرة كما حدث!
رجلٌ بذاكرة مظلّيٍ
يعلل نفسه بجناحين من وهم، وأحلامه تهوي على جانبيه، فيلوّح لها بعينيه قبل أن تتهشم على الصخر!
وامرأة بذاكرة وادٍ
كلما مرّت الذكريات صدّتها، و إذا أطل اسمُه في الشاشات أفسحت المجال لعينيها، للسيل الذي ينحت ذاكرتها..
وعن حالة الوله التي يعيشها العاشق يقول:
ولا أفقهُ ما وراء القلب، نشأتُ حُرا ً من المسميّات والقيد رافضا ً الجغرافيا والحدود، باستثناء أنني اخترتُ الطمأنينةَ مخبئا للأحلام، وأقبلتُ نحوك، يداي معقودتان خلف ظهري، مثل مدرسّ يفكّر في لحظة الانصراف، وفيما كانت الأجراس تقُرعَ طار فزعي نحوك أيضا، المدى بيننا أزليّ...
وختم الشاعر قصائده قائلاً:
كل أشياء النهار مقرونةٌ بظلالها،
وها صدري مُشرعٌ لحراب الجفاف والساعات البائسة
يبتكر الحزن مضماري، فأسرح مثل فارس لا يلوي على غريم
المسافة سجّاني، والمطار متعتي في غيابك
فاسألي صالة الانتظار وعمّال النظافة:
هل شاهدوا دمعة تمشي على قدمين؟!